سبلة عمان
سبلة عُمان أرشيف سبلة العرب وصلات البحث

العودة   سبلة عمان » السبلة الدينية

ملاحظات \ آخر الأخبار

 
 
أدوات الموضوع البحث في الموضوع أنماط العرض
  #1  
قديم 18/05/2008, 12:15 AM
صورة عضوية أبوهاجر
أبوهاجر أبوهاجر غير متصل حالياً
عضو مميز جداً
 
تاريخ الانضمام: 25/01/2008
الإقامة: إبرا
الجنس: ذكر
المشاركات: 8,772
إرسال رسالة عبر مراسل MSN إلى أبوهاجر
افتراضي فتاوى وأحكام سماحة الشيخ العلامة أحمد بن حمد الخليلي




هذه بعض جوبات شيخنا الخليلي حفظه الله ورعاه وأتمني من الجميع أن يشارك ويذكر المصدر حتي نخرج بأكبر فائده ..



السؤال : رجل ترك الصلاة زمناً طويلاً تكاسلاً منه لا إنكاراً لها ، والآن رجع إلى الله فما هي أفضل الطرق لاستدراك ما فرّط فيه ، نرجو الإفادة ؟

الجواب :
عليه أن يتوب إلى الله توبة نصوحا ، وذهب كثير من العلماء إلى أنه عليه مع ذلك أن يقضي هذه الصلوات التي فاتته وعليه أن يُكفّر ، أما القضاء فقد أخذه العلماء من قضاء النبي صلى الله عليه وسلّم للصلوات التي فاتته اضطرارا ، فالنبي عليه أفضل الصلاة والسلام قضى يوم الخندق صلاة الظهر وصلاة العصر وصلاة المغرب في وقت العشاء بسبب أن المشركين شغلوه عن هذه الصلوات فقام بقضائها في وقت العشاء حيث أمر بلالاً أن يؤذن فأذّن ثم أمره أن يقيم فأقام وصلوا الظهر ، ثم أمره أن يقيم فأقام وصلوا العصر ، ثم أمره أن يقيم فأقام وصلوا المغرب ، ثم أمره أن يقيم فأقام وصلوا العشاء ، ولئن كان ساغ أن يقضي الإنسان بل وجب عليه أن يقضي ما تركه اضطرار فأحرى أن يكون واجباً عليه أن يقضي ما تركه اختيارا ، فلذلك حمل العلماء حكم من ترك الصلاة اضطراراً تهاوناً بها على حكم من تركها وهو غير مضطر .
وأما الكفارة فقد قيست على كفارة الصيام ، إذ لم يرد نص قط بوجوب الكفارة في الصلاة ، ولكنهم قاسوا ذلك على كفارة الصيام نظراً إلى أن كل واحدة من العبادتين عبادة موقوتة بوقت وتفوت بفوات ذلك الوقت ، والصلاة ليست بأقل من الصيام من حيث التشدد فيها ، بل هي أولى أن يتشدد فيها لأنها الركن الثاني من أركان الإسلام ، والركن الأول من أركانه العملية ، فلذلك كانت حرية بهذا التشدد .
وهناك من العلماء من قال بأنه نظراً إلى أنه لم يأت نص عن النبي صلى الله عليه وسلّم يفيد وجوب قضاء الصلاة على من تركها اختياراً قالوا : إن ذلك لا يحمل على ما إذا تركها اضطرارا لأنه في حال تركها اضطراراً معذور وفي حال تركها اختياراً غير معذور فكأنما يوصد الباب أمامه بحيث يغلق عليه الباب فلا يمكنه أن يتدارك تلك الصلاة ، وبناء على هذا قالوا : إنه أيضاً الكفارة في هذا لم تثبت ولا يؤخذ بحكم الكفارة فيما لم تثبت فيه الكفارة لأن الكفارة من الأمور التوقيفية التي لا تقاس نظراً إلى أنها شبيهة بالحدود .
والذي نأخذ نحن به أن القضاء لا بد منه ولكن الكفارة لا تلزم إلا أن أرادها احتياطا ، إن أراد أن يحتاط لنفسه فيكفّر ففي ذلك خير كثير بمشيئة الله ، ولكن لا نقول بوجوب هذه الكفارة عليه ، ومع هذا أيضاً لا نقول بسقوط القضاء عنه لأنه يجب أن يتشدد في حق من ترك الصلاة تهاوناً أكثر مما يتشدد في حق من تركها اضطرارا لأن ذلك له عذر وهذا ليس له عذر فأولى بهذا أن يشدّد عليه ويلزم أن يتدارك ما فاته من هذه الصلاة ، والله تعالى أعلم .





رجل له زوجتان أصابه العجز عن معاشرة الزوجات وحاول العلاج فلم يفد فماذا يلزمه تجاه زوجتيه ؟

ـ يخيرهن بين الصبر والطلاق والله أعلم


رجل ابتلي بزوجة لا تراعي حقوقه وتكلفه ما لا يطيق من مظاهر الترف والكماليات وكثيرا ما تنشأ الخلافات بسبب ذلك فتقوم بشتمه وشتم أهله وتتكلم بكلام غير لائق وكثيرا ما ينصحها عن التبرج والتزين لغير محارمها وهي مع ذلك غير ملتفتة إلى نصحه فهل ترون من الافضل له الصبر على ما يلاقيه منها أم يطلقها ؟



ـ إن وجد قدرة على الصبر واحتمال الأذى منها فليصبر وإن لم يطق ذلك فليطلقها على أن يكون الطلاق موافقا لما يقتضيه حكم الله ورسوله من حيث وقته ونوعه فمن حيث نوعه فليكن الطلاق طلقة واحدة فقط بحيث يقول لها : أنت طالق أو فلانة طالق من غير أن يضيف إلى ذلك أي شيء مما يقوله الجهلة وقد يفضي بهم إلى الكفر والعياذ بالله - كالتحليل والتحريم - بغير بينة من الحق واما من حيث الوقت فليطلقها في طهر لم يباشرها فيه دون سائر الاوقات والله اعلم .





الذي تعارف عليه الناس في هذه العصور أن العامل قد يأتي إلى بلد آخر على كفالة شخص معين لكن يحدث أن يأخذ هذا الكفيل أجره على هذه الكفالة نظير أنه كفله ، فهل يجوز ذلك ؟

الجواب :
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد :
فإن دين الله تعالى الحق يدعو الناس إلى أن يتعاونوا على الخير ، وأن يتآزروا من أجله ، وأن تكون حياتهم حياة تكافل فلذلك ليس كل أمر يعمله الإنسان يأخذ في مقابله أجرا ، هناك أشياء شرعت من أجل أن يكون بين البشر تعاون ومن بين هذه الأمور المشروعة الكفالة ، فالكفالة إنما هي تعاون ، وهي ضريبة اجتماعية يقدمها الكفيل من أجل أن يحقق مصلحة في مجتمعه ، إذ المجتمعات لو كانت قائمة على الأطماع في كل شيء بحيث لا يقوم أي أحد بأي عمل لتجمدت الحياة لأن الأمور ليس الإنسان يدرك طمعاً في كل شيء منها ، قد يتحقق له مطمعه في أمر وقد لا يتحقق ، وإنما يجب أن يكون هنالك باعث إنساني ، فلذلك كانت الكفالة لا يجوز أن يأخذ الإنسان في مقابلها أجره وهذا مما نص عليه أهل العلم .
السؤال 2)


ولكن البعض يقول : أنا لا آخذ أجرة على الكفالة وإنما أقوم بتأجيره لائحة تجارية يفتح تحتها دكاناً أو يقيم بسببها تجارة فأنا آخذ أجرة على تلك اللائحة التجارية.

الجواب :
اللائحة التجارية هي في الحقيقة ليست شيئاً مادياً ينتفع من ورائه الإنسان وإنما هي أمر معنوي ، ولذلك كان أخذ الأجرة أيضاً في مقابل هذا الأمر المعنوي أمراً فيه حرج ، فينبغي التوقف في ذلك ، وإن كانت بعض الأمور مصالح معنوية قد اختلف الناس في جواز الاستفادة من ورائها هل يجوز للإنسان أن يأخذ أجرة في مقابل أمر معنوي يقوم به أو لا يجوز ذلك ، هذه أمور فيها خلاف ، لكن مهما يكن فإن تقوية الجانب الإنساني في هذا مطلب شرعي فلذلك يجب علينا أن نحرص عليه .

السؤال3)
الآن من علم أن أخذ الأجرة على الكفالة لا يجوز ، فهل على من علم ذلك أن يرد تلك المبالغ التي أخذها إلى العامل .



الجواب :
نعم عليه أن يردها إلا أن يتحاللا ، إذا كانت هناك محاللة فالمحاللة مشروعة جائزة .

السؤال 4)
قد يهرب عامل معين عن شخص أتى به ليعمل معه وقد دفع مبلغاً مالياً في فترة استقدامه والإتيان به لكن هذا العامل يلجأ إلى شخص آخر فيستخدمه لنفسه ، فهل يصح ذلك ؟


الجواب :
لا لأن ذلك مما يدعو إلى المضرة ، ومن القواعد الشرعية أنه لا ضرر ولا ضرار في الإسلام ، فلما كان الضرر مرفوعاً وهذا ما يدل عليه القرآن الكريم فإن الله تعالى يقول يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْر)البقرة: من الآية185) ، والمضرة إنما هي عسر لذلك كان دفع الضرر لازماً ، ولا يجوز لأحد أن يتعمد الإضرار بأخيه ، ثم مع هذا كله أيضاً على الإنسان أن يفي بعقده ، الوفاء بالعقد مطلب شرعي الله تبارك وتعالى يقول يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ )المائدة: من الآية1) ، وهذا العامل الذي قطع المسافة من بلده إلى هنا في مقابل أن يقوم بعمل عند أحد وتكفل له هذا الكفيل الذي جاء به بنفقة سفره وأتى به على حسابه كيف مع ذلك لا يفي بما وعده إياه ولا ينجز العقد الذي كان بينه وبينه ! هذا أمر غير جائز ، ولما كان غير جائز فإن فتح المجال لأن يعمل عند أحد من الناس إنما يعد من باب التعاون على الفساد ، والله تعالى يقول وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثْمِ وَالْعُدْوَانِ)المائدة: من الآية2) ، وهذا تعاون على الإثم وتعاون على العدوان لأنه يفضي إلى عدم الوفاء بالوعد وعدم إتمام العقد من ناحية ومن ناحية أخرى يفضي إلى الإضرار بالغير فلذلك كان غير جائز شرعا .




ما قول سماحتكم في رجل عقد قرانه على امرأة ولم يدخل بها بعد ، وأراد الذهاب إلى العمرة ، فهل يجوز له أن يأخذها معه ، لأنه سمع من بعض الأشخاص أنه ليس محرماً لها لكونه لم يدخل عليها بعد ؟

** بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلّم على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد :
فهو ليس بمحرم لها ، لأنها لو كانت محرماً له لما جاز له أن يتزوج منها ، ولما جاز له أن يستمتع بها ، وإنما هي حليلته وهو أقرب الناس إليها وهي أقرب الناس إليه ، فلذلك كانا زوجين ، ومعنى كونهما زوجين أنهما حقيقة واحدة كل واحد منهما يمثل شطراً من هذه الحقيقة ، فهو زوج لها وهي زوج له ، والذي أحلها له هو العقد الشرعي ، فبما أنه عقد زواجه بها فهي حليلته ولذلك أبيح له الاستمتاع بها ، وما دام مباحاً له الاستمتاع بها فكيف لا يباح له أن يأخذها عنده ويباح لها أن تسافر عنده ، إن ذلك مباح ولا يمنع من ذلك مانع فإن الذي يحللها له هو العقد الشرعي بعد استيفائه جميع شروطه ، والله تعالى أعلم .


* متى يبدأ وقت صلاة قيام الليل ، ومتى يبدأ الثلث الأخير من الليل بالنسبة للصيف وللشتاء ؟

** قبل كل شيء صلاة الليل ليست مرهونة بوقت معين من الليل ، فإن الله تبارك وتعالى يقول ( وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَحْمُوداً ) ( الاسراء:79 ) ، فمتى قام الإنسان في أي وقت من الليل كان له فضل عظيم في ذلك ، وإنما يتفاوت الفضل بتفاوت الوقت فكلما كان أقرب إلى السحر كان ذلك أبلغ في الفضل ، فعندما يقوم الإنسان في الثلث الأخير من الليل يكون قد قام في أفضل جزء من الليل يقام فيه ، والثلث الأخير من الليل يقاس بتقسيم الليل إلى ثلاثة أثلاث بحيث تكون هذه الأثلاث متساوية الثلث الأول منذ غروب الشمس إلى انقضاء الجزء الأول من الثلاثة اجزاء ، ثم الثلث الوسط الذي هو بذلك المقدار ، ثم الثلث الأخير الذي هو إلى مطلع الفجر ، والله تعالى أعلم .


* ما حكم من حلف بالله عدة مرات وهو كاذب ؟


** عليه أن يتقي الله ، وأن يتوب إليه توبة نصوحا ، وأن يرجع إليه سبحانه فإن اليمين الكاذبة هي اليمين الغموس ، ومعنى كونها غموساً أنها تغمس صاحبها في النار والعياذ بالله إن لم يتب منها ، وبجانب هذه التوبة فإن عليه عندنا أن يكفّر كفارة يمين ، وكفارة اليمن هي ما نص عليه القرآن الكريم حيث قال عز من قائل (فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ )( المائدة: من الآية89 ) ، ومعنى ذلك أنه مخير بين ثلاثة أشياء بين أن يطعم عشرة مساكين من أوسط ما يطعم به أهله ، أو أن يكسوهم كسوة متوسطة ، أو أن يعتق رقبة ، فإن عجز عن ذلك كله فهنالك ينتقل إلى الصيام بحيث يصوم ثلاثة أيام ، هذه الكفارة المنصوص عليها في كتاب الله والمنصوص عليها في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلّم عندما يقع الإنسان في يمين يحنث فيها ، هذه كفارة الحنث ، وإنما شدّد بعض العلماء عندما رأوا التشديدات من قبل الناس في الأيمان فجعلوا اليمين عندما يشدّد الإنسان على نفسه فيها حكمها كحكم كفارة الظهار من حيث نوع التكفير بحيث يكون التكفير إما عتقاً للرقبة وإما صياماً لشهرين متتابعين وإما إطعاماً لستين مسكينا وذلك مما لم يقم عليه دليل ، ولذلك جنح كثير من علمائنا إلى أن كفارة اليمين لا تختلف ولا تتنوع بين مغلظة ومرسلة كما ينوعها بعض أهل العلم ، وإنما هي كفارات مرسلة بحسب ما نُص عليه في القرآن ، والله تعالى أعلم .


يجيب عن أسئلتكم
سماحة الشيخ العلامة أحمد بن حمد الخليلي
المفتي العام للسلطنة

المصدر جريده الوطن
__________________


لا تقل من أين أبدأ ... طاعة الله بداية
لا تقل أين طريقى ... شرع الله الهداية
لا تقل أين نعيمى ... جنة الله كفاية
لا تقل غداً سأبدأ ... ربما تأتى النهاية

يارب أسألك الجنة



آخر تحرير بواسطة أبوهاجر : 29/12/2010 الساعة 09:02 PM
  #2  
قديم 18/05/2008, 12:24 AM
صورة عضوية أبوهاجر
أبوهاجر أبوهاجر غير متصل حالياً
عضو مميز جداً
 
تاريخ الانضمام: 25/01/2008
الإقامة: إبرا
الجنس: ذكر
المشاركات: 8,772
إرسال رسالة عبر مراسل MSN إلى أبوهاجر
افتراضي



* هل تتبع المرأة زوجها في صلاة السفر ؟

** نعم ، تتبع المرأة زوجها في صلاة السفر بعد أن يتزوجها وتخرج من بلدها الذي فيه ، أما إن كانت مقيمة مع والدها فإلى أن تنتقل إلى الزوج .

* صدمت شخصاً بغير عمد بدراجة نارية أثناء قطعه للطريق فسقط على الأرض فسببت له خدوشاً بسيطة،ما قيمة هذه الخدوش في الجبهة وخروج الدم الخفيف منها ؟



** هذه الخدوش منهم من قال فيها حكومة ، ومن جعل فيها شيئا فشيئا من الأرش المقدر المحدد ولكن الذي نراه أن يتفق مع هذا الرجل ويصطلح معه ويدفع إليه ما يرضيه وبهذا تنتهي هذه المشكلة إن شاء الله ، وليحذر في المستقبل من الإسراع بالدراجة وليحسب حسابه لكل من يمر في الطريق ولكل راكب أو ماشٍ ، والله تعالى الموفق .



* الإمام الذي يصلي بالناس إذا ثبت عنه أنه أتى عرافاً هل تصح الصلاة خلفه وقد ورد أنه لا تقبل منه الصلاة أربعين يوما ؟


** الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلّم : من أتى عرافاً فصدقه فقد كفر بما أنزل على محمد ذلك لأن الله تعالى أنزل على عبده ورسوله صلى الله عليه وسلّم قوله
(قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ) (النمل:65) ، فالإنسان أياً كان لا يمكن أن يعلم الغيب اللهم إلا أن يوحى إليه من قبل الله ، ولذلك استثنى الله تعالى رسله ، وبيّن أن ذلك بطريق الوحي لا لأنهم بأنفسهم يعلمون الغيب ، فإن الرسل هم أيضاً كغيرهم من الناس لا يعلمون الغيب ، ولذلك قال الله تعالى ( عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً * إِلا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً) (الجـن:26-27) ، ذلك الرسول إنما يوحي إليه الله تعالى وحياً ينبئه بالغيب وإلا فالرسول بذاته لا يعلم الغيب ، كيف والنبي صلى الله عليه وسلّم الذي هو أفضل الرسل جميعاً والذي وصفه الله تعالى بقوله
(وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) (الأنبياء:107) أمره الله تعالى أن يعلن أنه لا يعلم من الغيب شيئا ، فقد قال الله تعالى له ( قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرّاً إِلا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ) (الأعراف: من الآية188) ، فالآية الكريمة هي نص صريح في أن النبي صلى الله عليه وسلّم لم يكن يعلم الغيب ، ولئن كان هو كذلك فسائر الرسل أيضاً لم يكونوا يعلمون الغيب .


* بعض الشباب عندما يمشون خلف جنازة لا يقومون بحملها وأخذ دورهم في ذلك وعندما يقال لهم : لماذا لا تصنعون ذلك قالوا السنة تقتضي عدم حمل الجنازة إنما المشي خلفها فقط ، فهل هذا الكلام صحيح ؟

** هذا كلام الجهلة الذي لا يفرقون بين التمرة والجمرة ، ولا يفرقون بين الضب والنون ، ولا بين الجدي والحمل ، أما أهل العلم فلا يقولون ذلك .

كيف لا يسن للإنسان أن يحمل الجنازة ؟ ولماذا كان حضوره ؟ مع أن الحضور إنما كان هو لأجل الحمل ، والنبي صلى الله عليه وسلّم نفسه شارك في حمل الجنائز ، فكيف يعتذر الإنسان عن حمل الجنازة ! فهل شرع الحضور لأجل المشي فحسب ؟ أو أنه شرع الحضور لأجل المشاركة في الحمل والناس مأمورون بالتعاون على البر والتقوى ، ومن البر أن تُحمل الجنازة ، ويوصل الميت إلى مكان دفنه وإلا فكيف لو كل واحد تنصل من هذا الأمر وتبرأ منه وتركه كيف يمكن أن يوصل الميت إلى القبر ، أو أنه يُخص ذلك بأناس معينين ما دليل هذه الخصوصية ؟ إنما هذا التصرف تصرف أرعن وهو يدل على حماقة هؤلاء وجهلهم ، والله المستعان .


* ما حكم صلاة من يلبس ثوبا مجسداً للعورة ؟


** من شرط الثوب ألا يشف ولا يصف ، فكونه يصف ويشخص العورة ، فإذا كان مشخصاً للعورة فهو ثوب لا يجوز فيه الصلاة ، ولا تجوز إمامة من لبسه .





السؤال
من أراد أن يصلي بزوجته وأمه فكيف يصفون للصلاة ؟


الجواب :
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد :
فإن زوجة الرجل ليس بينه وبينها حاجز وكذلك أمه لأنها في مقدمة محارمه فلذلك تصفان خلفه كما يصف الرجلان عندما يصليان وراء الإمام .

أما لو كانت المرأتان أجنبيتين فإنهما تؤمران أن تقفا وراء محارم الرجل ، فإن لم يكن له محارم فلا بد من أن يكون بينه وبينهما من الوسع مقدار ما يمكن أن يتسع لصف من المصلين لأن النساء الأجنبيات يؤمرن بالابتعاد من الرجال .
وإن كان هنالك رجل يصلي خلف هذا الإمام فإن الرجل يصف عن يمينه والنساء يكن بعد ذلك في الخلف كما هو الشأن عندما يصف المصلون وراء الإمام ، والله تعالى أعلم .


السؤال
إذا صلى بأمه أو زوجته لوحده ؟


الجواب :
إن كان في مكان لا يدخل عليهما فيه أحد بحيث لا يمكن أن يدخل رجل أجنبي ففي هذه الحالة تصف المرأة كما يصف الرجل عن يمين الإمام لأنها هي امرأته وهي إن كانت غير امرأته فذات محرم منه فلذلك تصف المرأة في هذه الحالة عن يمين زوجها الذي يصلي بها أو عن يمين المحرم الذي يصلي بها.
أما إن كان الأمر بعكس ذلك بحيث إنه يُتوقع أن يدخل عليهما رجل ففي هذه الحالة تصف عن يساره فإذا دخل الرجل صف عن يمينه وتأخرت هي إلى الخلف .


السؤال
ما حكم قراءة الفاتحة بعد دفن الميت ؟


الجواب :
لم يأت بذلك دليل من سنة الرسول صلى الله عليه وسلّم ، ولا كان ذلك أمراً معهوداً عند السلف من الصحابة والتابعين وتابعي التابعين ، وإنما هذا أمر حدث من بعد لأجل مراعاة أن الفاتحة دعاء وإلا فالأصل الثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم أنه يُدعى للميت في هذا الوقت بأن يثبّته الله تبارك وتعالى ، وهذا الذي ينبغي أن يُفعله ويؤخذ به ، لا يُفعل كما يفعل الناس اليوم بحيث يقرأون الفاتحة الشريفة مع أنها لم ترد بها سنة وإن كانت قراءة القرآن فيها فضل كبير إلا أن المقابر ينبغي أن تكون قراءة القرآن في غيرها لنهي الرسول صلى الله عليه وسلّم أن تُتخذ مساجد ، ولأجل أن النبي صلى الله عليه وسلّم أشار إلى أن المقابر ليست موضعاً لقراءة القرآن حيث أمر أن يقرأ الناس القرآن في بيوتهم وأن لا يجعلوها قبورا ، لأن القبور ليست موضعاً لقراءة القرآن ، فينبغي أن يؤخذ بالسنة بحيث يُدعى للميت بأن يثبّته الله .


السؤال
إذا سكنت امرأة مع زوجها في بيت أهلها ، والمكان بين موطن زوجها وبين سكن أهلها مكان بعيد ، فهل يوطنون ذلك المكان ؟



الجواب :
نعم إذا سكنوا ، فإن الإنسان مطالب بأن يوطّن حيث يسكن وتطمئن نفسه ، فإن كان زوجها ساكناً هنالك ومطمئناً فهو عليه أن يوطّن وهي تبع له في ذلك .



يجيب عن أسئلتكم
سماحة الشيخ العلامة أحمد بن حمد الخليلي
المفتي العام للسلطنة
__________________


لا تقل من أين أبدأ ... طاعة الله بداية
لا تقل أين طريقى ... شرع الله الهداية
لا تقل أين نعيمى ... جنة الله كفاية
لا تقل غداً سأبدأ ... ربما تأتى النهاية

يارب أسألك الجنة


  #3  
قديم 18/05/2008, 12:33 AM
صورة عضوية أبوهاجر
أبوهاجر أبوهاجر غير متصل حالياً
عضو مميز جداً
 
تاريخ الانضمام: 25/01/2008
الإقامة: إبرا
الجنس: ذكر
المشاركات: 8,772
إرسال رسالة عبر مراسل MSN إلى أبوهاجر
افتراضي




*ما حكم المباعدة بين الولادات ؟


** المباعدة لا تكون إلا لضرورة لا محيص عنها، أما من غير ذلك إن لم تكن هناك ضرورة وإنما لمجرد اتباع هوى النفس فهذا أمر مخالف للحكم الشرعي، بل هو مما يدخل في الوأد لأن في بعض الروايات جاء عن العزل بأنه الوأد الخفي، فكيف باستعمال أمثال هذه العقاقير التي كثيراً ما تؤدي إلى الضرر وتؤدي إلى الأمراض وهذا مما يقع كثيراً، بل الناس كثيراً ما يسألون عن المسائل التي تترتب على استعمال هذه العقاقير أو استعمال هذه الحقن بحيث إن الدورة الشهرية لا تصبح منتظمة بل تختلف عما كانت عليه كثيراً، وتحدث مشكلات حتى في جانب الدين، لأن للحيض ميقاتاً معلوماً، وباستعمال هذه العقاقير أو هذه الحقن أصبحت الدورات الآن غير منتظمة حتى لا يستطيع الإنسان أن يحدد وقت المحيض من وقت غيره، واختلط الحابل والنابل بسبب ذلك. وكثيراً ما ابتلينا بسؤال الناس عن هذه المسائل التي تتعلق بأحكام الدماء بسبب اندفاع النساء إلى استعمال هذه الوسائل التي تضر بصحتهن، والله تعالى أعلم .


* البعض يباعد بين الولادات لأجل الرضاع؟


** أما المحافظة على صحة المرأة هي أولى، لا تضر المرأة بصحتها، إن كان ذلك يؤدي إلى الضرر بصحتها أو ضرر في دينها فذلك من باب أولى أن عليها أن تدفع أكبر الضررين بأخفهما.



* امرأة لها أم وقد توفيت وتريد أن تتصدق عنها بصدقة جارية، فما هي نصيحتك لها ؟



** لتنظر ما كانت الحاجة إليه أدعى، فإن كانت الحاجة داعية إلى إنشاء مدرسة للقرآن مثلاً أو اشتراك في إنشاء مدرسة للقرآن فلتصنع ذلك، وإن كانت الحاجة داعية إلى وجود وقف للفقراء فذلك، أو وقف لليتامى أو وقف لأي مصلحة من المصالح بحسب ما ترى أن الحاجة إليه أدعى، فإن ذلك كله مما يدخل في الصدقة الجارية، وكذلك الوقف للمسجد والوقف لأي مؤسسة خيرية.


* أحياناً تنتشر بعض الفكاهات عن طريق الرسائل القصيرة في الهواتف ويعلم مستقبل هذه الرسالة أن ما كُتب هو غير صحيح أو أنه كذب ومصطنع فهل يصح له أن يروجها وأن يرسلها لآخر؟


** لا ، لا ، لا ، فإن الكذب حرام، ( إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآياتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ) (النحل:105) ، فافتراء الكذب ليس من خصال المؤمن، (يُطبع المؤمن على الخصال كلها ليس الخيانة والكذب) .
والنبي صلى الله عليه وسلّم شدد حتى في المزاح، في الذي يكذب من أجل أن يُضحك الناس ، وقال (ويل له ويل له) . فكيف يصح للإنسان أن يروج الكذب.
هذا من المنكرات التي يجب على الإنسان أن يحترس منها، وأن لا يقرها أيضاً أبداً .


* أحياناً في رسائل الهاتف النقال يُطلب من الإنسان بأن يصلي على النبي صلى الله عليه وسلّم كذا عدداً من الصلوات وأن يرسلها إلى كذا عدد أو نحو هذه من العبارات أمانة في عنقك فهل مثل هذه الرسالة تكون حمالة على المتلقي؟


** ما معنى الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلّم، لأي غرض من الأغراض؟ إن كان لأجل تعظيم الرسول صلى الله عليه وسلّم فعلى أي حال لا يلزم أن يكون ذلك بواسطة الهواتف النقالة، وإن كان لغرض من الأغراض كأن تكون هنالك خرافة بحيث يتصور بعض الناس أن من صلى على النبي صلى الله عليه وسلّم مقدار كذا حصل له من الفائدة مقدار كذا وحصل له من الربح أو نجح في مسعاه أو نحو ذلك فهذه من الأمور التي يجب أن لا يُروّج لها. الدين لا يكون مقروناً بالخرافة والدعوة إلى الإسلام لا تكون بأسلوب الخرافة وإنما تكون بأسلوب الصدق وكلمة الحق، فالإنسان الداعية إلى الله يجب عليه أن يكون موضوعياً، جاداً فيما يقول، صادقاً في كل ما يُبلّغ حتى لا يُعثر عليه أنه كذب قط، فإن الكذب يؤدي إلى أن يهزأ الناس به ويسخروا حتى من دعوته ولا يثقوا بشيء مما يصدر عنه.



* بعض أصوات التنبيه في الهواتف لاستقبال المكالمات عبارة عن أذان أو آيات قرآنية ويضطر المتلقي المكالمة حتى يباشر الحديث معها أن يقطع هذا الأذان أو هذه الآية . فهل يصح وضع مثل هذه المنبهات في الهواتف؟


** ينبغي أن يصان القرآن وأن يصان ذكر الله تبارك وتعالى عن مثل هذه الأشياء.
نعم لذكر الله تعالى مجالات، لكن أن يكون وسيلة للتنبيه على وصول مكالمة بحيث يقطع الإنسان الآية ولربما قطعها في مكان وقف قبيح فذلك مما ينبغي أن يصان القرآن عنه.






امرأة زوجها مدين وتسأل هل عليها زكاة عن ذهبها ؟


الجواب :
الزوج مدين بنفسه وليست مدينة هي ، والزكاة عليها وليست على زوجها ولعلها تسأل : هل لها أن تُعطي زوجها من زكاتها ؟ الجواب نعم ، لها أن تعطي زوجها من زكاتها ، وقد كانت امرأة ابن مسعود رضي الله تعالى عنه تدفع إليه زكاة حليها بسبب فقره ، فلا مانع من ذلك .


امرأة لم تُخرج زكاتها ثماني عشرة سنة فماذا يلزمها ؟

الجواب :
المسألة فيها خلاف بناء على الاختلاف في الزكاة هل هي شريك في المال أو حق في الذمة ، فإن كانت حقاً في الذمة كما هو رأي طائفة من أهل العلم فإنها تُخرج كما هي لمدة ثمانية عشر عاماً لأنها في ذمة صاحبها .
فمن كان عنده مثلاً عشرون ديناراً من الذهب لم يزكها في هذه المدة فإنه يُخرج عن كل عام نصف دينار .
أما من يقول بأن الزكاة هي شريك في المال وليست حقاً في الذمة فإنه يُزكي حتى تكون الزكاة قد أنقصت المال المُزكى عن قدر النصاب مثال ذلك من كان عنده أربعة وعشرون ديناراً فإنه يُخرج في كل عام نصف دينار لمدة تسع سنوات فيصبح المال الذي عنده دون مقدار النصاب دون عشرين ديناراً ، يصبح تسعة عشر ديناراً ونصف الدينار ، في هذه الحالة لم يبلغ مقدار النصاب فليس عليه أن يزكي في السنوات الباقية ، وهذا القول ربما كان قول أكثر العلماء وهو الأظهر ، وإلى هذا يشير المحقق الخليلي رحمه الله عندما يقول :
وفي تيعة عامين ما زكيت لهم *** خلاف لأصلين التشارك والذمم


السؤال
أثناء تشييع الجنازة وحملها يتقدم الناس في صورة صفين فهل هو الأصل ؟



الجواب :
السنة أن تحمل الجنازة على الأكتاف هذا هو الأصل ، ولكن أرى الناس اليوم تركوا حملها على الأكتاف وصاروا يقتصرون على هذا ، تمر الجنازة على أيدي الناس من غير أن يحملوها على الأكتاف ، ولعلهم راعوا أن المراد إيصال تلك الجنازة إلى محل الدفن وهنالك يوارى الميت في الثرى ، فلا حرج بإيصاله بأي طريقة من الطرق ، هذا الذي راعوه فيما أظن ، ولكن مهما كان لو أمكن أن يحملوها على الأكتاف فذلك أولى لهم .


السؤال
ما حكم الكلام والتسليم أثناء تشييع الجنازة ؟


الجواب :
أما السلام فلا يمنع ورد السلام لا يمنع ، وأما الحديث الدنيوي والاشتغال بحديث الدنيا فذلك من الإعراض عن التدبر بما حصل ، وفي حمل الجنازة عبرة لهذا الحامل وعبرة لمن حضر فإن هذا مصير كل أحد .
كل ابن أنثى وإن طالت سلامته *** يوماً على آلة حدباء محمول
كل أحد ينتهي إلى هذا المصير ، ويجب على الإنسان أن يكون كثير الاعتبار كثير الاتعاظ وهو ينظر أحد إخوانه يسبقه إلى هذا المثوى الذي لا بد من أن ينقلب هو أيضاً إليه ، كما لا بد لأي حي من أن ينقلب إليه
أتمرحُ إن شاهدت نعشاً لهالكٍ *** إليك أكفُ الحاملين تُشير
ستركبُ هذا المركبً الوعرً ساعةً *** إلى حيث سار الأولون تسير
نَقي من غبارِ الأرضِ بيضَ ثيابنا *** وتلك رفاتُ الهالكين تطير


يجيب عن أسئلتكم
سماحة الشيخ العلامة أحمد بن حمد الخليلي
المفتي العام للسلطنة


المصدر جريده الوطن 2007
__________________


لا تقل من أين أبدأ ... طاعة الله بداية
لا تقل أين طريقى ... شرع الله الهداية
لا تقل أين نعيمى ... جنة الله كفاية
لا تقل غداً سأبدأ ... ربما تأتى النهاية

يارب أسألك الجنة


  #4  
قديم 18/05/2008, 12:48 AM
صورة عضوية أبوهاجر
أبوهاجر أبوهاجر غير متصل حالياً
عضو مميز جداً
 
تاريخ الانضمام: 25/01/2008
الإقامة: إبرا
الجنس: ذكر
المشاركات: 8,772
إرسال رسالة عبر مراسل MSN إلى أبوهاجر
افتراضي




شخص دخل مع الإمام متأخراً وأدرك الإمام في قراءة السورة من الركعة الأولى هل يجوز له أن يقرأ الفاتحة إذا كان يعلم أن الإمام يطيل القراءة في السورة ؟

الجواب :
هذه المسالة مما وقع فيه الخلاف بين أهل العلم ، هل يقرأ في حال قراءة الإمام للسورة ، أو أنه في هذه الحالة يُنصت لقراءة الإمام لأن الفاتحة قد فاتته ويستدركها فيما بعد ، وهذا هو الأظهر لأن الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلّم يقول : ما أدركتم فصلوا ، وما فاتكم فاقضوا . وفي رواية وما فاتكم فأتموا .
فيؤمر أن يقضي أو يتم ما فاته فيما مضى ، والفاتحة هي فاتته ، ولما فاتته فإذاً هي تندرج في ضمن ما يُقضى أو في ضمن ما يُتم .


كيف يتنصل من باع للغِر بأكثر من سعر المثل ؟

الجواب :
إن كان باعه بأكثر من سعر المثل وهو غِر ففي هذه الحالة عليه أن يبحث عنه وأن يرد إليه الفارق ما بين سعر المثل والقيمة التي باعه بها ، وإن لم يجده فليدفع ذلك إن كان توفي إلى ورثته ، وإن أيس من معرفته ومعرفة ورثته فذلك مال أصبح مجهول الأرباب فليدفع هذا الفارق إلى فقراء المسلمين .


ما هو آخر وقت صلاة الفجر لمن كان نائماً ؟


الجواب :
أما النائم فإن وقت الصلاة عنده عندما يستيقظ ، ذلك من يسر الله تعالى ، فالله سبحانه وتعالى يسر لعباده ولم يعسر عليهم ، وحديث النبي صلى الله عليه وسلّم يقول : من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا تذكرها .
وكذلك فعل النبي صلى الله عليه وسلّم فهو بنفسه لأجل التشريع لأمته حكمة الله اقتضت ذلك ، نام هو ولفيف من أصحابه عن صلاة الفجر في سفر وعندما استيقظوا أمر بلالاً أن يؤذن فأذن وقد كانت الشمس طلعت ثم أمره أن يقيم فأقام وصلوا الفجر في ذلك الوقت .


امرأة بيتها قريب من الشارع فهل تأثم إذا رفعت صوتها وكان هناك بعض المارة ؟


الجواب :
المرأة على أي حال مأمورة بأن تغض من بصرها ومن صوتها ، فتؤمر بأن لا ترفع الصوت بقدر استطاعتها وإنما ترفعه بقدر الحاجة .


ما حكم أن يكون قارئ القرآن جالساً على الأرض وبجواره شخص جالس على كرسي أو على سرير أو كان واقفاً ؟

الجواب :
لا حرج على القاعد ولا على القائم ، كلاهما لا حرج عليهما ، الله تبارك وتعالى قال ( فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِكُمْ )(النساء: من الآية103) ، وقراءة القرآن من جملة الذكر ، فلا حرج في الذكر ولا حرج على من كان بجانب الذاكر وكان قائماً أو قاعداً أو كان على جنب .


ما حكم الشرع في تحنيط الكائنات الحية كالطيور والأرانب والحشرات والقنافذ وذلك في مختبرات المدارس من أجل الدراسة ؟

لجواب :
أما إن كانت الضرورة داعية إلى ذلك من أجل الدارسة والتوصل إلى مصالح الإنسان فإن الله تعال خلق للإنسان منافع الكون بأسره كما يدل على ذلك قوله تعالى ( هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً )(البقرة: من الآية29) ، وقوله ( وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ )(الجاثـية: من الآية13) ، أما إن كان ذلك من أجل اللعب بحيث لا تعود هناك جدوى على الإنسان ولا داعي إلى ذلك فهذا مما لا يجوز .


من دخل مع إمام في صلاة فاكتشف أن الإمام لا يفرق بين الضاد والظاء في قراءته حيث قرأ ( الضالين ) قرأها (الظالين) ، فهل على هذا المأموم إعادة الصلاة ؟


الجواب :
إن كان ذلك الإمام غير عارف ولم يتعمد هذا فالقضية لعلها تكون أيسر ، وبعض العلماء رخصوا في هذا ، أما إذا كان مهملاً للتعلم ، مهملاً لأن يتعلم ما يفرّق بين الضاد والظاء ففي هذه الحالة يكون غير معذور ، وبناء على القول بارتباط صلاة المأموم بصلاة إمامه يسري فساد صلاة الإمام إلى صلاة المأمومين .





* المكان الذي نصلي فيه تقوم بتنظيفه نساء ، فهل تجوز الصلاة فيه ؟


** أنا أعجب من هذا السؤال ، كيف يصدر من طالب يدرس في مرحلة جامعية !! هل المرأة رجس ؟ عجبا كيف يقال : إن الصلاة لا تجوز في مكان تنظفه النساء . ما هو السبب في ذلك ؟ هذه نظرة غير نظرة إسلامية ، هذه نظرة جاهلية ، فالمرأة ليست نجسة ، إنما المرأة طاهرة كالرجل حتى ولو كانت في فترة حيض مثلاً ، حيضتها لا تعني نجاسة جسمها كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلّم أنه كان يدخل مع الحائض في لحاف واحد ، وثبت عنه عليه أفضل الصلاة والسلام أنه كان يتعرق اللحم الذي تتعرقه الحائض فيضع فاه حيثما وضعت فاها كما جاء ذلك في حديث عائشة رضي الله تعالى عنها .
وعندما طلب منها أن تناوله الفراش الذي يصلي فيه وقالت له إني حائض قال لها : ليست حيضتك في يدك فهذا يدل على أن بدن الحائض طاهر فلا يقال : إن المرأة هي نجس ، هذا كلام لا يسوغ .
ولو قدرنا أن بدنها نفسه نجس - لو قدرنا ذلك بطريق الفرض لا بطريق التسليم - فإن ذلك لا يعني أن كل ما لاقى هذا البدن يتنجس ، إذ البدن النجس لا يؤثر على الطاهر الذي يلقاه إن كانا جميعاً يابسين ، فكيف يقال : إن المكان الذي تنظفه المرأة لا تجوز الصلاة فيه .


* ما حكم مصافحة أزواج الأخوات ؟


** أزواج الأخوات هم أجانب ، إذ يحل لهم أن يتزوجوها عندما تنفصل عنهم أخواتهم فإن قيل : إن في حال وجود أختها مع أحد هؤلاء فلا يحل له الزواج بها ، الجواب هذه الحرمة موقوتة ، والحرمة الموقوتة أيضاً تشمل حتى النساء المتزوجات ، فكل امرأة متزوجة لا يباح للإنسان أن يتزوج بها ، أي لا يباح لأحد آخر أن يتزوج بها .
لو كانت الحرمة الموقوتة مفضية إلى أن تكون النساء محارم لأولئك الذين يحرمن عليهم الحرمة الموقوتة لكانت كل امرأة متزوجة محرماً لجميع الرجال الآخرين ، وليس كذلك فهكذا إذاً يجب مراعاة هذا الجانب ، فالحرمة التي تبيح المصافحة وتبيح الخلوة هي الحرمة غير الموقوتة بسبب نسب أو رضاع أو صهر ، والله تعالى أعلم .


* أحياناً يسمع الواحد شيئاً من الشائعات أن فلاناً مات ثم يُخبر بأنه مسحور وليس ميتاً ؟


** هذا كلام الخرافيين الذين لا يفرقون بين الحقيقة والوهم ولا بين الحق والباطل ولا بين الهدى والضلال ، وهوعلى أي حال إنكار للواقع ، ورد لما أخبر الله تعالى به من أن كل حي يموت ، الله تعالى يقول ( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَة )(آل عمران: من الآية185) ، وقال لنبيه صلى الله عليه وسلّم ( إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ ) (الزمر:30) ، وقال(كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلا وَجْهَه ) (القصص: من الآية88) ، إلى غير ذلك من النصوص الدالة على أن كل أحد يموت
فلماذا إذن إذا وقع هذا الأمر الذي أخبر الله تعالى به يُشيع الناس أن هذا غير ميت وإنما هو مسحور ، هذا كلام أهل الخرافات والبدع ، وليس ذلك من الصحة في شئ ، ويجب عدم الإصغاء لمثل هذه الخرافات والتضليلات .


* هل للمرأة حكم يغاير حكم الرجل في السجود ؟

** المشهور عند العلماء بأن المرأة تؤمر بأن تضم بعضها إلى بعض في سجودها ، وألا ترفع مؤخرتها كثيراً في حال السجود بخلاف الرجل ، هذا هو المشهور .
ومن العلماء من يرى أنه لا فرق بين المرأة والرجل في هذا ، ذلك لعدم وجود التخصيص في الشرع ، وإنما التخصيص مما يُفهم من وجوب الستر على المرأة ، وهي قد تكون تصلي داخل بيتها بحيث لا يطلع عليها رجل ولا يراها أحد إلا زوجها مثلاً أو من يراها من بنات جنسها ، فلا حرج في هذه الحالة أن تصلي كصلاة الرجل من حيث الهيئة .


* إذا أسقطت المرأة قبل أربعة أشهر فمتى تطهر ؟


** هذه المسألة وقع فيها خلاف كثير إذا كان ما أسقطته غير كامل الخلقة ، والذي نأخذ به هو رأي قطب الأئمة رحمه الله التفرقة ما بين المراحل ، فإن كان ما أسقطته علقة فحكمه سبعة أيام ، وإن كان مضغة فحكمه أربعة عشر يوماً ، وإن كان مضغة مخلقة فحكمه واحد وعشرون يوماً ، وإن كان كامل الخلقة فالمدة كلها وهي أربعون يوماً ، هذا إن استمر بها الدم ، أما إن رأت الطهر قبل ذلك فعليها أن تغتسل وتصلي .


يجيب عن أسئلتكم
سماحة الشيخ العلامة أحمد بن حمد الخليلي


المصدر جريده الوطن 2007
المفتي العام للسلطنة
__________________


لا تقل من أين أبدأ ... طاعة الله بداية
لا تقل أين طريقى ... شرع الله الهداية
لا تقل أين نعيمى ... جنة الله كفاية
لا تقل غداً سأبدأ ... ربما تأتى النهاية

يارب أسألك الجنة


  #5  
قديم 18/05/2008, 01:08 AM
صورة عضوية أبوهاجر
أبوهاجر أبوهاجر غير متصل حالياً
عضو مميز جداً
 
تاريخ الانضمام: 25/01/2008
الإقامة: إبرا
الجنس: ذكر
المشاركات: 8,772
إرسال رسالة عبر مراسل MSN إلى أبوهاجر
افتراضي

هل يستطيع الساحر أن يخفي إنساناً عن الأنظار من دون أن يميته ؟



قد يُخفي نفسه ، يمكن للساحر بسبب ما يخيل للناس من سحره يمكن أن يخيل لهم أنه حيوان يمر كما يمر الحيوان بين أيديهم هذا من المحتمل ، وهذا كما ذكرنا بأنه يمكن يخيل للناس غير الواقع أنه واقع ويخيل لهم ماهو واقع ليس بواقع، مجرد خيال ، يخفي عن الأبصار ما هو ظاهر ، لكن أن يتصرف بحيث ينقل أحدً من مكان إلى مكان ويخفيه عن الأنظار ويأتي بخشبة مثلا فيصورها في صورة إنسان هذا أمر مستحيل لا يُصدق .


بعض الناس يعتقدون أن الشيطان يتمثل في صورة ابن آدم أربعين يوما ، فهل في هذا حقيقة؟


الجواب :
كثير من القضايا إنما هي من وحي الشياطين ، حتى ما يسمى الآن بتحضير الأرواح ، إنما هو من وحي الشياطين وليس ذلك من الحقيقة في شيء ، وأنا أخبرني أحد من الناس قبل ما يقارب ثلاثين عاما من الآن ، لأنني كنت أتابع هذه القضية وأسأل عنها لما أشيع عند الناس من أن هنالك من يحضر الأرواح ، مع أن القرآن الكريم يدل على أن تحضير الأرواح من المستحيل لأن الله تعالى يقول
( وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي)(الاسراء: من الآية85) ، ويقول
( وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّن قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُم مِّنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا )(مريم : 98 ) ، ويقول ( اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمّى)(الزمر: من الآية42) ، فلئن كانت الروح التي ماتت يمسكها الله فمن الذي يستطيع أن يطلقها من يد الله تعالى لتعود وتتحدث إلى الناس .
تابعت هذه القضية وسألت بعض المشايخ الذين جربوا هذا الأمر، فذكروا بأن رجلاً من الناس كان يزعم أنه يحضر أرواحاً بطريقة معينة ، يقول : وكان الناس يلتفون من حوله، وهذا يقول له حضّر روح فلان وذلك يقول له حضّر روح فلان ، وإذا بي - يعني الشخص المتحدث - يقول : أرى أنني أرغب أن أسمع من روحي بعض الحديث . فقلت له: حضّر روحي أنا فلان بن فلان . فقال : طيب ، وكان هنالك " زنبيل" عندما تحضّر الروح حسب ما يزعمون يتحرك فتحرك الزنبيل ، فسُئل: من أنت ؟ فقال: فلان . باسم الرجل نفسه . يقول: فطرحت على هذا الذي حضر أسئلة عن أشياء لا يعلمها غيري ، فأجابني كما هي بها فعجبت من هذا الأمر ولكن سألته عن بعض الأمور كحفظ القرآن وغير ذلك فإذا به ليس على صفته ، فقلت له : من أنت واصدقني في ما تقول؟ فقال لي: أنا قرينك . أي هو القرين من الجن ، هو الذي يتحدث بهذا ليضلل الناس ، فإذاً هؤلاء إنما يحضرون الشياطين الذين يريدون أن يضلوا الناس ولهم صلة بهؤلاء الشياطين من خلال خبث النفوس لأن الشياطين تألف النفوس الخبيثة كما تألف الملائكة الأرواح الطيبة .



هنالك من يعالج بالقرآن الكريم ، وهو حسب الظاهر من الثقات وهذا المعالج يخبر المريض بأنه مسحور، أو أن أحداً من الناس وضع له عملا ، فكيف استدل المعالج على ذلك ؟ وما الحكمة من سؤال المعالج عن اسم أم المريض؟



أما السؤال عن سؤال اسم أم المريض فذلك مما يدخل في التنجيم ، والتنجيم باطل وهو حرام حرام حرام ، لا يجوز لأحد من الناس أن يفعله ، ولا يجوز لأحد من الناس أن يأتي من يفعله ، فإن التنجيم إنما هو من بقية المعتقدات الضالة ، معتقدات الذين يعتقدون أن لهذه النجوم تأثيراً في حياة الناس .

فيجب على الناس أن لا يصدقوا هذا الذي يدّعي علم الغيب لأن القرآن صريح في أنه لا يعلم الغيب إلا الله ، فالله تعالى يقول ( قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ) (النمل:65) ، فلا يجوز لأحد أن يصدق قط أن هنالك من خلق الله تعالى من يعلم الغيب في السماء وفي الأرض ، هذا ما يجب أن يكون في قرارة نفوسنا جميعاً أنه أمر مستحيل ، ومن كان في قرارة نفسه خلاف ذلك فقد كفر بما أنزل على محمد ، لأنه كفر بصريح هذه الآية الكريمة .
ونحن نطالب من أولئك الذين يتورطون ويذهبون إلى هؤلاء العرافين أن يعودوا قبل كل شيء إلى عقيدة الإسلام ، وأن يستلهموا الحقائق من القرآن الكريم ، وأن لا يقعوا أسارى لأولئك الذين يروجون بينهم هذه الأوهام ، فإنهم بهذا تعمى عليهم السبل ، ولا يجدون الطريق الذي يؤدي إلى الحقيقة ، فليتقوا الله تعالى وليرجعوا إلى رشدهم ، وحديث النبي صلى الله عليه وسلّم يقول ( من أتى عرافا فسأله فقد كفر بما أنزل على محمد ) . والله تعالى المستعان
.




*ما نصيحتكم لمن يتكلمون في المساجد عن أمور الدنيا؟


**أمور الدنيا لها أماكن أخرى غير المساجد، المساجد هي بيوت الله، ولئن كان الإنسان لا يتصرف في بيت أحد من الناس إلا بإذن صاحب البيت، لا يتصرف فيه بحسب ما يحلو له ولو كان ذلك مما يكرهه صاحب البيت، فكيف يتصرف في بيت الله بما لم يأذن به الله، وقد بيّن الله تبارك وتعالى ما أذن به في هذه البيوت عندما قال (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ * رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ * لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ) (النور:36-38)، هذا هو المشروع في هذه البيوت، المشروع ذكر الله تعالى، وما كان داخلاً في ذكر الله تعالى من تعلّم العلم النافع أو تعليمه، أما ما يكون من حديث الدنيا فغير جائز في المساجد، وكفى أن الرسول (صلى الله عليه وسلّم) شدّد في إنشاد الضالة في المسجد حتى قال في من سأل عن ضالته في المسجد بأنه يُقال له لا رد الله عليك ضالتك، فكيف بما زاد على ذلك من الحديث عن البيع أو الابتياع أو الأجور أو الأسعار أو غير ذلك مما يتحدث الناس عنه عادة ، أو ما زاد على ذلك من الغيبة والنميمة والوقوع في أعراض الناس، فكل ذلك أمره عظيم، أمره شديد، والمساجد إنما هي أسواق أخروية لا يجوز أن تقام فيها أسواق دنيوية فقد شدد الحديث عن النبي (صلى الله عليه وسلّم) فيها. ومثل إقامة الأسواق فيها الحديث عما يدر في الأسواق، فهذا مما يجب أن يُنزّه المسجد عنه، والله تعالى أعلم.



*ما الراجح في آخر وقت صلاة العشاء؟



**على أي حال الحديث عن النبي (صلى الله عليه وسلّم) دل على التأخير إلى ثلث أو إلى نصف الليل، وهذا يدل على أن الوقت ممتد إلى نصف الليل، ولكن لا ينبغي للإنسان أن يتعمد التأخير إلى النصف، فينبغي أن لا يتجاوز إلى الثلث إلا في حال الاضطرار، وإلا فالأصل الجواز إلى نصف الليل.


*من أسرّ في موضع الجهر ساهياً فعندما يذكر هل يبني أم يستأنف؟


**في ذلك خلاف، قيل يبني وقيل يستأنف، ونحن نرى بأنه الأصل فيه أن يبني، ذلك لأن ما قرأه سابقاً ليس عليه أن يعيده، فهو أسرّ وترك الجهر وبتركه الجهر ترك السنة فيكفي في ذلك أن يسجد لسهوه وأن يجهر فيما يأتي ولا عليه أن يعيد فيما تقدم .


*وكذا في الفاتحة ؟

**نعم.


*ما حكم ستر البطن والظهر في الصلاة ؟



**هذه المسألة مما اختلف فيه أهل العلم بالنسبة إلى الرجل، هل عليه أن يستر بطنه وظهره وصدره وعضديه، قيل نعم، وقيل لا يلزمه إلا ستر عورته، وبهذا نأخذ، ولكن نرى أنه مما ينبغي للإنسان لا يهمله ستر ما ذكرناه حتى يُقبل على الله تبارك وتعالى على أحسن هيئة عملاً بقوله تعالى: (يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ) (الأعراف: من الآية31).



*ما حكم نسخ الأشرطة غير العلمية؟


**كما قلت سابقاً العلم لا يحتكر، العلم إنما هو حق للجميع، ولكن إن ترتب على هذا النسخ ضرر فالأصل في الضرر أنه مزال، إذ لا ضرر ولا ضرار في الإسلام ولكن إن لم يترتب على ذلك ضرر فلا حرج.


*هل أجر العبادة في السر مضاعف أكثر عن أجر الجهر؟


**العبادة في السر مإنة الإخلاص لأنها أبعد عن الرياء، فلذلك ينبغي للإنسان أن يحرص على العبادة في السر أكثر من حرصه على العبادة في العلانية، اللهم إلا إذا كانت عبادته في العلانية من أجل أن يقتدي الناس به ويتأثروا به وتكون هذه العبادة وسيلة من وسائل الدعوة إلى الله فذلك خير.



*من يظهر خلاف حقيقته بأن يقلّل من العبادات التي يؤديها إن كان منفرداً كأن يترك بعض النوافل حتى لا يظهر أمام الناس شأنه ؟


**على أي حال النوافل هي في الأصل غير واجبة على الإنسان وإنما فعلها فيه فضل كبير، فلو تركها ليس عليه حرج وإن كان فعلها خيرا له لعل الناس يقتدون به ولو كان ذلك في الظاهر إن كان آمناً من الرياء.

*إذا تركها لأجل الناس؟

**أما تركها لأجل الناس فهذا باب من أبواب الرياء.


*ما تفسير قول الله تعالى: (لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلا مَنْ ظُلِمَ) (النساء: من الآية148) ؟




**نعم الله تبارك وتعالى لا يحب من عباده أن يجهروا بالسوء، فالحديث الذي يصدر من إنسان في حق إنسان يرفع صوته ناهراً لغيره أو مشدّداً عليه أو مُقبّحاً له أو قائلاً له أي شيء مما لا ينبغي أن يقال من هُجر المقال فهذا مما لا يحبه الله تعالى من عباده إلا من كان مظلوماً، فرفع الإنسان عقيرته شاكياً ممن ظلم لا حرج فيه لأن للمظلوم حقا. إن للمظلوم أن يرفع صوته أمام ظالمه وأن يشكو من ظالمه وأن يبّين الظلامة التي أصابته من هذا الذي ظلمه.


*من لا يستطيع السجود أمامه بسبب مرضه وإنما يستطيع عن يمينه أو عن يساره، فماذا يفعل؟


**إن استطاع أن يسجد فليسجد بقدر المستطاع على جهة القبلة بحيث لا ينحرف عن القبلة، وإن لم يستطع فلا حرج عليه، ذلك لأن استقبال القبلة شرط من شروط صحة الصلاة، والسجود نفسه ركن من أركان الصلاة، والركن أبلغ من الشرط، فلذلك يؤمر الإنسان أن يصلي إلى أي جهة كانت إن تعذر عليه استقبال القبلة.

[يجيب عن أسئلتكم
سماحة الشيخ العلامة أحمد بن حمد الخليلي
المفتي العام للسلطنة

مصدر جريده الوطن 2007
__________________


لا تقل من أين أبدأ ... طاعة الله بداية
لا تقل أين طريقى ... شرع الله الهداية
لا تقل أين نعيمى ... جنة الله كفاية
لا تقل غداً سأبدأ ... ربما تأتى النهاية

يارب أسألك الجنة


  #6  
قديم 18/05/2008, 02:35 AM
صورة عضوية أبوهاجر
أبوهاجر أبوهاجر غير متصل حالياً
عضو مميز جداً
 
تاريخ الانضمام: 25/01/2008
الإقامة: إبرا
الجنس: ذكر
المشاركات: 8,772
إرسال رسالة عبر مراسل MSN إلى أبوهاجر
افتراضي




*رجل وقع عليه حادث وبقي في المستشفى ثلاثة أشهر ولم يصلِ بسبب غيبوبة، فما حكم الصلوات التي لم يصلها، ما النية التي ينويها، وماذا يصنع بالنسبة للسنن والنوافل؟ وإذا كان هذا المستشفى بمكان سفر عن وطنه هل يصليها سفراً أو ينويها وطناً؟



**عليه أن يصليها قضاءً، والفرق بين الصلاة التي يصليها الإنسان في وقتها والصلاة التي يصليها بعد مضي وقتها أن التي يصليها في وقتها إنما يصليها أداء، والتي يصليها بعد مضي وقتها يصليها قضاء استدراكاً لما فاته، فالقضاء هو الإتيان بالشيء بعد وقته المحدد استدراكاً للفائت الذي فاته. ويصلي هذه الصلاة بحسب الحالة التي كان عليها، إن كان هو في حالة سفر عندما كان في الغيبوبة فليصلها سفرية، وإن كان في حال حضر فليصلها تماماً حضرية. وصلاته لها لا تُحدد بأوقات محددة، له أن يصلي الصلاة في غير وقتها لأن التوقيت إنما هو بالنظر إلى الأداء، ووقت الأداء قد فات، والقضاء لا وقت له، فللإنسان أن يقضي في وقت الظهر صلاة الظهر وصلاة العصر وصلاة المغرب وصلاة الفجر، وكذلك في وقت العصر، وكذلك حتى في وقت الصلاة المفروضة كالوقت الذي بين طلوع الشمس إلى وقت الزوال له أن يقضي في هذه الحالة أي صلاة كانت، فلو شاء قضى في هذا الوقت صلاة الظهر أو صلاة العصر أو صلاة المغرب أو صلاة العشاء أو صلاة الفجر لا مانع من أن يقضي الصلاة فيه، وإنما يُنهى عن الصلاة في الأوقات التي تُمنع الصلاة فيها، الأوقات التي تُمنع الصلاة فيها لا يُقضى فيها صلاة كما أنه لا يُؤدى فيها صلاة. أما بالنسبة إلى ما يُقضى فإنه يقضي الفرائض وكذلك السنن المؤكدة كصلاة الوتر وسنة الفجر، أما السنن الراتبة فإن شاء قضى ولا حرج عليه، في ذلك مزيد فضل، ولكن لا يتأكد عليه قضاؤها، والله تعالى أعلم.


*شخص جُرح في جسده فعوض غسل ذلك الجرح بمسحه بقطعة قماش مبللة بريقه وهو عازم على غسله عند إرادة الوضوء فنسي ذلك وصلى، فهل يعتبر ذلك المسح كافيا أم لا ؟



**إن كان أزال النجاسة فنعم لأن الريق على الراجح يطهّر من النجاسة، فحديث أم سلمة دليل على ذلك إذ قالت بأن إحداهن ما كانت تجد إلا ثوباً واحداً بحيث تحيض فيه فإذا أصابه شيء من الدم أفاضت عليه من ريقها ثم قالت بظفرها كذا معنى هذا أنه يزال الدم وتزال النجاسات بالريق ولا حرج في ذلك.




* فيمن خطب امرأة ودفع لها جزءا من المهر على أن يكمله قبل الدخول فلما عقد عليها أراد أن ينقلها الى بيته فامتنعت حتى يكمل لها المهر حسب ما اتفقا عليه فهل امتناعها ذلك يعد نشوزا أو لا ؟ وهل عليه نفقتها وهي في بيت أهلها ؟


** لا تعد ناشزا حتى يدفع إليها صداقها المتفق عليه فيما بينهما وأما أمر النفقة فمرده إلى القضاء الشرعي إن لم يصطلحا والله أعلم .


* رجل أخبره بعض الناس أن زوجته تخونه في نفسها فطلقها ثم بعد ذلك راجعها بقصد أن يتأكد من الخبر بنفسه ثم خادعها بالسؤال فأقرت بأن ذلك الرجل التي اتهمت به قد اغتصبها ولم يكن برضاها فهل يجوز له أن يمسكها بعد هذا الإقرار؟


** عليه ان يتوب إلى الله من سوء ظنه ومن تجسسه عليها وبما أنها ادعت الاغتصاب وعدم الرضا فلا مانع من إمساكها والله اعلم .


* رجل له زوجتان أصابه العجز عن معاشرة الزوجات وحاول العلاج فلم يفد فماذا يلزمه تجاه زوجتيه؟

** يخيرهن بين الصبر والطلاق والله أعلم


* رجل ابتلي بزوجة لا تراعي حقوقه وتكلفه ما لا يطيق من مظاهر الترف والكماليات وكثيرا ما تنشأ الخلافات بسبب ذلك فتقوم بشتمه وشتم أهله وتتكلم بكلام غير لائق وكثيرا ما ينصحها عن التبرج والتزين لغير محارمها وهي مع ذلك غير ملتفتة إلى نصحه فهل ترون من الافضل له الصبر على ما يلاقيه منها أم يطلقها ؟

** إن وجد قدرة على الصبر واحتمال الأذى منها فليصبر وإن لم يطق ذلك فليطلقها على أن يكون الطلاق موافقا لما يقتضيه حكم الله ورسوله من حيث وقته ونوعه فمن حيث نوعه فليكن الطلاق طلقة واحدة فقط بحيث يقول لها: أنت طالق أو فلانه طالق من غير أن يضيف إلى ذلك أي شيء مما يقوله الجهلة وقد يفضي بهم إلى الكفر والعياذ بالله ـ كالتحليل والتحريم ـ بغير بينة من الحق واما من حيث الوقت فليطلقها في طهر لم يباشرها فيه دون سائر الاوقات والله اعلم .


* هل يحق للمرأة ان تطلب فسخ عقد النكاح إن تبين لها عدم استطاعة الزوج على الوطء ؟


** نعم إن ثبتت عنته وإنما يمهل عاما للعلاج فإن لم يعالج نفسه أو لم يفده العلاج فسخ العقد بعد مضي المهلة والله أعلم .


*إذا ثبت للزوجة بشهادة الأطباء العدول بأن زوجها مصاب بعقم دائم فهل يجوز لها أن تطالب بالطلاق بسبب هذا العيب الذي يمنع من تحقيق أهم مقاصد الزواج ؟




** هذه المسألة فيها خلاف حسبما يبدو وهي بحاجة إلى مزيد من النظر فإن اقتضى نظر القاضي الشرعي الغير فله وجه شرعي والله أعلم




ـ امرأة أخبرت بدخول شهر رمضان بعد طلوع الشمس وكانت ترضع أحد أبنائها، وكانت عطشى فخافت من شدة العطش فشربت ثم أمسكت، ماذا عليها في هذه الحالة، علما بأنه لم تكن هناك هذه الاتصالات الموجودة اليوم؟


ـ بما أنها أفطرت من أجل العطش، ولعلها خافت على نفسها أو على ولدها وهي لم تصبح على نية صيام فعليها قضاء يومها، والله أعلم.*


ـ رجل طلب من زوجته تهيئة وإحضار الطعام له في نهار رمضان وهي صائمة وقد أبت عن تلبية طلبه، غير أنه أصر عليها وهددها بالطلاق إذا لم تستجب لطلبه، ما قولكم في ذلك، هل تلزمها طاعته في هذا الأمر، علما بأنه مسلم وغير عاجز لكن لا يصوم؟

ـ لا طاعة لأحد في معصية الله، (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدون). والله أعلم.



يجيب عن أسئلتكم
سماحة الشيخ العلامة أحمد بن حمد الخليلي
المفتي العام للسلطنة
__________________


لا تقل من أين أبدأ ... طاعة الله بداية
لا تقل أين طريقى ... شرع الله الهداية
لا تقل أين نعيمى ... جنة الله كفاية
لا تقل غداً سأبدأ ... ربما تأتى النهاية

يارب أسألك الجنة


  #7  
قديم 18/05/2008, 04:09 AM
صورة عضوية أبوهاجر
أبوهاجر أبوهاجر غير متصل حالياً
عضو مميز جداً
 
تاريخ الانضمام: 25/01/2008
الإقامة: إبرا
الجنس: ذكر
المشاركات: 8,772
إرسال رسالة عبر مراسل MSN إلى أبوهاجر
افتراضي





* عندما يعازمني الناس على شرب القهوة يقول أحدهم حرام أن أشرب قبلك، أو حرمت هذا الفنجان قبلك، وأحياناً يقول ذلك ثم يأخذه وقد حرّمه من قبل؟



** أما تحريمه فلا يؤدي إلى حرمة ما أحل الله، وإنما تحريم ما أحل الله تعالى كفر، إذ ليس من شأن المسلم أن يحرّم ما أحل الله، فهذه صفة المشركين يقول الله تبارك وتعالى: (سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلا آبَاؤُنَا وَلا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ) (الأنعام: من الآية148)، ويقول سبحانه وتعالى: (وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ نَحْنُ وَلا آبَاؤُنَا وَلا حَرَّمْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلا الْبَلاغُ الْمُبِينُ) (النحل:35)، فمعنى ذلك أن تحريم ما أحل الله ليس هو من شأن المسلم وإنما هذه صفة المشركين، وقد قال سبحانه وتعالى: (قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلادَهُمْ سَفَهاً بِغَيْرِ عِلْمٍ وَحَرَّمُوا مَا رَزَقَهُمُ اللَّهُ افْتِرَاءً عَلَى اللَّهِ قَدْ ضَلُّوا وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ) (الأنعام:140)، فعلى الناس أن يتقوا الله، وأن لا يحرموا شيئاً إلا بحجة شرعية ودليل قاطع فإن الله سبحانه وتعالى يقول: (وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ) (النحل:116)



* إذا قال أحد عن شيء إنه محرم وهو لا يقصد أنه محرم شرعاً، ولكنه يقصد أنه ممنوع فهل يكون بهذا مرتداً عن الدين، كأن يقول أحد إن الطبيب قد حرّم عليّ أكل اللحم، وما حكم من يقول لابنه مثلاً عندما يراه قاعداً على الأرض لا يعمل شيئاً: لا تجلس فالجلوس حرام في هذا الوقت، أو يقول له: النوم حرام في هذا الوقت؟


** على أي حال إن لم يقصد أن ذلك الحكم حرام عند الله تعالى فلا يؤدي ذلك إلى أن يكون مرتدا، ولكن مع ذلك يجب عليه أن يحذر، وأن يدرك أن الشيء الذي لم يحرمه الله ليس لأحد أن يتطاول على تحريمه، ولكن قد يكون ممنوعاً لسبب من الأسباب، فالضرر مثلاً إن كان تناوله يؤدي إلى الإضرار به فلا مانع من أن يقول بأنه محرم لأن كل ما يضر بالإنسان فهو حرام، إذ ليس للإنسان أن يضر بنفسه، لذلك حرم الله تعالى حتى الأكل عندما يتجاوز حدود الاعتدال ويتعدى ذلك إلى حدود الإسراف فقد قال سبحانه: (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) (الأعراف: من الآية31)، نهى عن الإسراف والنهي الأصل فيه أن يُحمل على التحريم ما لم تصرفه عن التحريم قرينة، والله تعالى أعلم.





ما قولكم في امرأة كبيرة في السن ولكنها تستطيع المشي قرابة ثلاثة كيلومترات أو أكثر وهي تنوي تأجير حجة عن نفسها لعدم تمكنها من تأدية الفريضة عن نفسها وذلك لسبب لم تبح به ؟


الجواب :
من كان قادراً على أداء هذه الشعيرة المقدسة بنفسه فلا يسمح له أن يؤجر غيره عن ذلك مع عدم الحيلولة بينه وبين أداء هذه الفريضة بأي مانع . عليه أن يؤديها بنفسه . أما العاجز فنعم ، له أن ينيب غيره لأجل حديث المرأة الخثعمية التي جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم فقالت له : يا رسول الله إن فريضة الله على عباده في الحج أدركت أبي شيخاً كبيراً لا يستطيع الثبوت على الراحلة أفأحج عنه ؟ فقال لها النبي صلى الله عليه وسلّم : أرأيت أن لو كان على أبيك دين فقضيته أكان ذلك مجزياً عنه ؟ فقالت : نعم . فقال : فذاك ذاك . فهكذا شأن هذه الشعيرة يمكن أن يؤديها الإنسان عمن كان عاجزاً ولو كان حيا . أما القادر فلا ، فلا يؤديها عنه غيره وإنما يؤديها بنفسه ، والله تعالى أعلم .



في حالة منع الشرطة من الوقوف في المزدلفة وكذلك في حالة استعجال الشرطة للشخص الواقف للمبيت في المزدلفة بالذهاب وتهديدهم بسحب سيارته قبل صلاة الفجر ، ماذا يفعل في هذه الحالة ؟
الجواب :

من ضاق به الأمر فله أن يغادر أرض المزدلفة بعد غروب القمر كما جاء في حديث أسماء رضي الله تعالى عنها فإنها قالت : إن رسول الله صلى الله عليه وسلّم أباح للظعن عندما قال لها غلامها يا هنتاه ما أرانا إلا غلسنا فقالت له : إن رسول الله صلى الله عليه وسلّم أباح للظعن .
ومعنى ذلك أن النبي عليه أفضل الصلاة والسلام أباح للضعفاء أن يتقدموا ، وقد قيد هذه الإباحة حديث أسماء بأنها كانت تراقب القمر حتى غرب القمر ، فلما غرب القمر أمرت غلامها أن ينتقل بها إلى منى .
وجاء في حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما ما يدل على أن هذه رخصة لجميع الضعفاء فقد قال : أنا ممن قدّم رسول الله صلى الله عليه وسلّم في ضعفة أهله . كان من الضعفاء لأجل صغر سنه ، كان من الذين قدمهم النبي صلى الله عليه وسلّم من ضعفة أهله . وعندما يكون الإنسان واقعاً في مثل هذا الحرج فحكمه حكم الضعيف له أن يتقدم بعد غروب القمر . يبقى بعض الوقت بقدر مستطاعه ثم بعد ذلك يذهب إلى منى ، والله تبارك وتعالى أولى بعذره .


السؤال

في اليوم الثاني عشر الكثير من الناس وبسبب الزحام تبدأ سياراتهم تتحرك عندما ينتهون الرمي ولكن تغرب عليهم الشمس وسياراتهم لا تزال في حدود منى إلا أنهم قد تحركوا فهل يلزمهم أن يبيتوا اليوم الثالث عشر أم لا ؟


الجواب :
هكذا المشهور أن من غربت عليه الشمس فليبت مكانه ، ولكن بما أنهم متحركون وإنما حبسهم حابس وهم في طريقهم فنرجو أن يكونوا في حكم من خرج لأنهم نووا الانتقال .

السؤال

علي مبلغ من المال ولا أملك ضماناً له ولكن تتوفر لدي الوسيلة للذهاب إلى الحج وأملك ما يكفي لأهلي في غيابي ، فهل أحج ؟

الجواب :

أولاً قبل كل شيء من كان عليه دين فإن قضاء الدين هو أولى من أن يعنى بالحج ، إذ الحج إنما هو واجب على المستطيع ، ومن كان مشغولاً بفريضة أخرى فليس بمستطيع لا يستطيع أن يؤدي معها هذه الفريضة .
وأداء الدين لأهله فريضة . وتسيير حقوقهم إليهم من الفرائض فلا يقدم الحج على ذلك وإنما يقدم ذلك على الحج .
هذا من ناحية ومن ناحية أخرى قد يكون هذا الدين ديناً ربوياً والدين الربوي يجب على الإنسان أن يتخلص منه قبل أن يفد على الله لأن الله تبارك وتعالى إنما يتقبل من المتقين ، ومن كان متلسباً برجس فعليه أن يتطهر من رجسه ليفد على الله تبارك وتعالى وهو طاهر .
وإن كان الدين غير ربوي وكان عنده وفاؤه وكان مسجلاً أي مضموناً بحيث هنالك وثيقة بيد الدائن يتمكن من خلالها أن يسترد حقه وكان عند هذا المدين وفاء والدائن راض بأن يذهب إلى الحج ، أو كان دينه لم يحضر بعد بأن يكون مؤجلا ففي هذه الحالة لا مانع من ذهابه إلى الحج ، والله تعالى أعلم .


يجيب عن أسئلتكم
سماحة الشيخ العلامة أحمد بن حمد الخليلي
المفتي العام للسلطنة
__________________


لا تقل من أين أبدأ ... طاعة الله بداية
لا تقل أين طريقى ... شرع الله الهداية
لا تقل أين نعيمى ... جنة الله كفاية
لا تقل غداً سأبدأ ... ربما تأتى النهاية

يارب أسألك الجنة


  #8  
قديم 26/12/2010, 07:49 PM
أبومارية الغافري أبومارية الغافري غير متصل حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 15/12/2010
الإقامة: عمان
الجنس: ذكر
المشاركات: 112
افتراضي

دمتم على طاعة الرحمن
وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين
  #9  
قديم 26/12/2010, 09:21 PM
صورة عضوية Nice Dreams
Nice Dreams Nice Dreams غير متصل حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 09/11/2010
الإقامة: * Oman *
الجنس: ذكر
المشاركات: 817
افتراضي

بااااارك الله فيييييك
__________________
‏تحبني أو تكرهني جميعها مفضلة لدي
إذا كنت‏ تحبني/
سوف أكون دائما في قلبك
إذا كنت‏ تكرهني/
سوف أكون دائما في بالك
  #10  
قديم 26/12/2010, 10:58 PM
صورة عضوية نور الإسلام
نور الإسلام نور الإسلام غير متصل حالياً
مشرفة السبلة الإجتماعية والتربوية
 
تاريخ الانضمام: 20/10/2007
الإقامة: .. l [ حَيْثُ أَرَادَ الله ]l ..
الجنس: أنثى
المشاركات: 10,869
افتراضي

؛

السلامـ عليكمـ ..

بارك الله فيك أخي ابا هاجر
هل من موقع خاص بـ فتاوى سماحة الشيخ
نستطيع البحث فيه عن موضوع اي فتوى ؟!
__________________
.
.

>>> 1 . 2 . 3 . 4 <<<

.. اللهم إني أسألك الأنس بقربك ..

إذا أردت أن تعرف عند الله مقامك .. فانظر فيما أقامك
  #11  
قديم 27/12/2010, 07:47 AM
صورة عضوية جواهر الأدب
جواهر الأدب جواهر الأدب غير متصل حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 24/09/2009
الإقامة: وطني الحبيب
الجنس: أنثى
المشاركات: 374
افتراضي

جهد مبارك أخي أبا هاجر وفقك الله ..
__________________
..
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ "
..
لك الله يا غزة
  #12  
قديم 27/12/2010, 07:52 AM
وما يحق إلا الحق وما يحق إلا الحق غير متصل حالياً
عضو مميز جداً
 
تاريخ الانضمام: 16/12/2008
الجنس: ذكر
المشاركات: 5,980
افتراضي

اقتباس:
أرسل أصلا بواسطة نور الإسلام مشاهدة المشاركات
؛

السلامـ عليكمـ ..

بارك الله فيك أخي ابا هاجر
هل من موقع خاص بـ فتاوى سماحة الشيخ
نستطيع البحث فيه عن موضوع اي فتوى ؟!
وعليكم السلام

اختي هذا موقع http://www.iftaa.net/

خاص بكل الفتاوي عن سماحة الشيخ ..

تقديري
__________________
لمن يريد العلاج في الهند والدراسه اللغه الانجليزيه في معهد امريكي لغتهم الام الانجليزيه
100 ريال شامل الدراسه والسكن والاكل شهريا من هنا..


يوجد العود الهندي والكمبودي الخالص للأغراض تجاريه او شخصيه وباسعار منافسه وبجوده عاليه من هنا

قُمْ وَغادِرْ يا مُبارَكْ = إنّ لِفنيْ بانتظارَكْ

ساعَة ُالصِّفر ِاستَدارتْ = لَنْ يُنَجِّيك َاعتِذارَكْ

لا تقلْ ما كُنت ُ أدري = قالها مِنْ قبلُ جارَكْ
  #13  
قديم 27/12/2010, 10:57 AM
صورة عضوية نور الإسلام
نور الإسلام نور الإسلام غير متصل حالياً
مشرفة السبلة الإجتماعية والتربوية
 
تاريخ الانضمام: 20/10/2007
الإقامة: .. l [ حَيْثُ أَرَادَ الله ]l ..
الجنس: أنثى
المشاركات: 10,869
افتراضي

اقتباس:
أرسل أصلا بواسطة وما يحق إلا الحق مشاهدة المشاركات
وعليكم السلام

اختي هذا موقع http://www.iftaa.net/

خاص بكل الفتاوي عن سماحة الشيخ ..

تقديري
بارك الله فيك أخي وجزاك خيرا ً
وشكرا ً لك ..
__________________
.
.

>>> 1 . 2 . 3 . 4 <<<

.. اللهم إني أسألك الأنس بقربك ..

إذا أردت أن تعرف عند الله مقامك .. فانظر فيما أقامك
  #14  
قديم 29/12/2010, 09:03 PM
صورة عضوية أبوهاجر
أبوهاجر أبوهاجر غير متصل حالياً
عضو مميز جداً
 
تاريخ الانضمام: 25/01/2008
الإقامة: إبرا
الجنس: ذكر
المشاركات: 8,772
إرسال رسالة عبر مراسل MSN إلى أبوهاجر
افتراضي

اقتباس:
أرسل أصلا بواسطة نور الإسلام مشاهدة المشاركات
؛

السلامـ عليكمـ ..

بارك الله فيك أخي ابا هاجر
هل من موقع خاص بـ فتاوى سماحة الشيخ
نستطيع البحث فيه عن موضوع اي فتوى ؟!
العفو أختي بارك الله فيك آمين يارب
__________________


لا تقل من أين أبدأ ... طاعة الله بداية
لا تقل أين طريقى ... شرع الله الهداية
لا تقل أين نعيمى ... جنة الله كفاية
لا تقل غداً سأبدأ ... ربما تأتى النهاية

يارب أسألك الجنة


  #15  
قديم 29/12/2010, 10:41 PM
صورة عضوية الحارثي100
الحارثي100 الحارثي100 غير متصل حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 12/05/2007
الإقامة: المضيرب
الجنس: ذكر
المشاركات: 764
إرسال رسالة عبر مراسل ICQ إلى الحارثي100
افتراضي

بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك باذن الله.......
__________________
الا بذكر الله تطمئن القلوب
 


قواعد المشاركة
ليس بإمكانك إضافة مواضيع جديدة
ليس بإمكانك إضافة ردود
ليس بإمكانك رفع مرفقات
ليس بإمكانك تحرير مشاركاتك

رموز لغة HTML لا تعمل

الانتقال إلى



جميع الأوقات بتوقيت مسقط. الساعة الآن 12:16 AM.

سبلة عمان :: السنة ، اليوم
لا تمثل المواضيع المطروحة في سبلة عُمان رأيها، إنما تحمل وجهة نظر كاتبها