سبلة عمان
سبلة عُمان أرشيف سبلة العرب وصلات البحث

العودة   سبلة عمان » سبلة السياسة والاقتصاد

ملاحظات \ آخر الأخبار

 
 
أدوات الموضوع البحث في الموضوع أنماط العرض
  #1  
قديم 07/06/2010, 11:19 AM
الناسك الناسك غير متصل حالياً
خاطر
 
تاريخ الانضمام: 09/09/2009
الإقامة: السيب
الجنس: أنثى
المشاركات: 17
افتراضي المطر الغائب الحاضر

بمناسبة الأنواء المناخية التي ألمت بالسلطنة في الأيام الماضية،هنا موضوع منشور في جريدة الوطن يوم السبت الماضي بقلم الكاتب أحمد الرحبي يحاول الكاتب فيه مقاربة موضوع المطر بشي من القراءة المختلفة له كظاهرة إستثنائية نشهد حدوثها دائما بمشاعر وردود أفعال تغلب عليها الفرحة والعاطفة المنفلته نظرا للغيابات الطويلة التي يمارسها المطر علينا في بعض الفترات .




المطر الغائب الحاضر

أحمد الرحبي
يعتبر قدوم المطر من الحالات الاستثنائية التي تحدث في منطقتنا وقد لا تحدث لسنوات محتجبة خلف فترة قد تطول من التمنع والعناد، والدلال الذي كلما أمعن المطر في ممارسته علينا كان شغفنا به أقوى وانتظارنا له أشد لهفة، إنه يمكن وصف العلاقة بيننا وبين المطر الذي لم يف مرة واحدة بوعده برغم أنه في الحقيقة لم يحظنا شرف الالتزام بوعد قاطع معنا مضمون لا رجعة فيه (كلام رجال) أبدا، درءا للعتاب الذي قد نلاحقه به وتهمة عدم الوفاء التي نلصقها مباشرة بسجله النقي الصافي المصان من كل الشوائب ،يمكن وصف علاقتنا مع المطر بأنها علاقة حب من جانب واحد خاضعة لمزاجات الحبيب المفترض من جانبنا الذي لا(يسأل) ولا يهتم إلا لماما، ويتركنا لمكابدات الشوق والوله والافتقاد للحبيب الذي لا يعوضه(هذا الافتقاد)إلا عودة هذا الحبيب وحضوره الذي يملأ علينا الدنيا.

فما أشد فرحتنا بحضوره عندما يعود، حينها نستسلم وننقاد لنزق منفلت من المشاعر التي ننطلق بالتعبير عنها وسط أجواء فرحة مختلسة،متخففين حينها من كل الإملاءات الواعية التي تحاصرنا في إطار الضوابط والالتزامات المعتادة ،فتبدو الفرحة بقدوم المطر فرحة سماوية مهداة إلينا بعد طول انتظار،لا يحدها حدود أبدا هذه الفرحة والتي تدخلنا من فرط المتعة والسحر الذي تشيعه في لحظات من حياتنا تعتبر جد قصيرة وعابرة مقارنة بفترات طويلة يسجل فيها المطر غيابه عنها،في حالة طفولية لا يمكن معايشتها إلا في الأجواء الماطرة، يشترك فيها الجميع هذه الحالة بغض النظر عن تفاوت السن والأعمار،هي طفولة المطر.

فلا يمكن وصف أجواء الفرحة بقدوم المطر إلا بأنها طفولة مستعادة يشترك في عيش لحظاتها القصيرة العابرة الجميع من كافة الأعمار بذات الدفق من المشاعر وبذات الانفلات الذي يعيش اللحظة على السجية بنفس البراءة التي لقطرات المطر الهابطة من السماء متنازلة عن مكانتها في ذلك العلو الشاهق لمعانقتنا بكل حب، فتلامس أيدينا ووجوهنا بكل رقة لمسة حانية تفيض بدفء المشاعر التي لحبيب او لصديق يعود إلينا بعد غياب طويل.

لكن أيضا فإن المطر عند غيابه عنا وإمعانه في هذا الغياب يجعلنا محزونين، متشائمين قانطين من كل شيء فنعيش حياتنا بما يشبه التأجيل للفرحة لحين عودته،مرتهنين في سرائنا بعودة المطر والذي إن أطال الغياب طالت بالمثل محنتنا من جراء هذا الغياب وتضاعفت،فتغدو أيامنا وكأنها لا طعم لها بدون المطر فلا يمكن عيش لحظاتها إلا بطعم جارح من المرارة الذي يمنع تذوق طعم الحياة وهناءتها مهما كانت موفقة على مستويات أخرى.

وإذا كان في بعض الدول الأوروبية يبدأ صباحهم في بعض الأحيان بشتيمة المطر تأففا منه وقد جاوز اللزوم في كميات الهطول الكثيرة التي يسجلها طوال العام في تلك البلدان، فإن المطر في منطقتنا نظرا لفرط شح حضوره في حياتنا كعنصر مهم من عناصر الطبيعة فإننا نصلي (صلاة الاستسقاء) له إذا غاب أو أطال الغياب ونفرح ونغني ونهزج له إذا عاد.. والعود أحمد.
  مادة إعلانية
 


قواعد المشاركة
ليس بإمكانك إضافة مواضيع جديدة
ليس بإمكانك إضافة ردود
ليس بإمكانك رفع مرفقات
ليس بإمكانك تحرير مشاركاتك

رموز لغة HTML لا تعمل

الانتقال إلى

مواضيع مشابهه
الموضوع كاتب الموضوع القسم الردود آخر مشاركة
جميل ان تكون الغائب الحاضر من ان تكون الحاضر الغائب... ووهج السبلة الاجتماعية والتربوية 15 23/02/2010 01:13 PM
أسامة بن لادن ........... الأسد الغائب الحاضر قيصر الخليج سبلة السياسة والاقتصاد 19 06/10/2009 06:40 PM
أيها الغائب الحاضر صن فلاور سبلة الثقافة الرقمية 4 04/08/2009 01:11 PM
خبر عاجل /////// رياض الجنة /////// الحاضر يبلغ الغائب !!!!!!!!! السلك الدبلوماسي العماني السبلة الدينية 6 19/11/2008 08:56 AM
***الزائرة الصحية***الغائب الغائب قصة قصيرة السبلة العامة 31 03/11/2008 09:57 AM



جميع الأوقات بتوقيت مسقط. الساعة الآن 08:04 AM.

سبلة عمان :: السنة ، اليوم
لا تمثل المواضيع المطروحة في سبلة عُمان رأيها، إنما تحمل وجهة نظر كاتبها