عرض المشاركة وحيدة
  #1  
قديم 07/01/2011, 01:15 AM
صورة عضوية غــسق
غــسق غــسق غير متصل حالياً
عضو مميز
 
تاريخ الانضمام: 26/06/2007
الإقامة: كُتِـبَ المَوتُ فِيْ يـَوم ِ مِيـلَادِيْ .. !
الجنس: أنثى
المشاركات: 4,124
Unhappy كــروبيّــات [ 3 ] ~ مُــلااحظــات ~







الحَقيقة .. يـوم أنكـرب .. ما ألاقـي نَفسي إلاّ مسجـلَة دخـول بـِ غــسق وضـاغطة على إضـافة مـوضوع جَديـد !

وبـِالعَادة تطـرُق فِكـري فِكـره وحده لـِ أصيغ مِن تِلكَ الفِكـرة مَـوضـوع .. ولا يأخـذ مِنّي المَـوضوع أكثـر مِن 15 دَقــائق كـ حـد أعـلى ..

إلاّ أن اليَـوم الـوَضع اختــلف !

هـا هـي قُـرابة الـ 40 دقيقـة تَمـرّ دون أن أستقـرّ عَلى فِكـره واحده لـِ هَـذا المَـوضوع !

يـا إلهــي !

إنّها المَـره الأولــى التي يـحدثُ فيها هــذا !!

كُلما صِغتُ فِكـره بـِ بضعِ كَـلِمـات .. طَـرقت تَفكيـري فِكـره لـِ تمحـو ما سَبق .. وأبدأ فِكـره جَديده فِـي صَفحة بيضـاء جَديدة !

مَـاذا حَـدث لي .. !!

أتـزاحمت الأفكــار فِي هـذِهِ السَّاعة .. وفِـي هَـذا اليـومِ الأغــر .. أم مــاذا .. !!

صَـرختُ لـِ زَميـلة الدَّراسـة بـ هـذا الأمـرِ فـالمسن ..

أجــابت : حَـــــسد .. أكيــد حَســد ..

أُحدِّثُ نَفسي بعيدا ً عنها : حَسد !!
هالكلمة مهب غـريبة عليّ .. !!

وأخـذتُ أفكَّـر ..
وأفكِّـر ..
وأُقلِّبُ الكَلِمة فِـي ذهني ..
حَتى تبيّن لـي ..
أن زَميــلتي تهــذي بـ مَرض العُمانيين الحَـسد !!

إلــى مَتى سنستَمــر نُترجِم عَجـزنا فِـي فِعلِ شيءٍ مـا كُنا ننجـِزَهُ فِالسَّابِق سَـريعا ً بـِ [ انحســدنــا ] .. ؟!

/

أسجـل خـروج مِن المَـسن إنكِـرابـا ً ..
وأتنــاول هـاتِفي المَحمـول ..
يـا إلهــــي !
مُذ أن استيقظت فِـي السَّاعة 12:40 صَباحـا ً ـ عفـوا ً قَصدي ظُهـرا ً ـ .. لَم يتصلي بـي أحدهُم ولم يـرسـل أحدهُم رِســالة لــي ..
بالعادة هـاتِفي المحمـول لا يصمُت !
أهـُم النَّاس تغيّـروا اليـوم بالذَّات وتَحديـدا ً .. ؟!
أم أن النَّـــــورس ليست على ما يُـرام كَعادتِها !

دائما ً شَرِكـة الإتصــال هـي المُذنِبـه .. لا تُجادلني فـِي هـذا يـا هَــذا .. !!

/

أتـوجه إلى [ مَكتب ] هاتفي .. وأدلف إلـى [ مُـلاحظات ] ..
يـااااه .. !
المُــلاحظات تـزدادُ يـومـا ً بَعدَ يَــوم .. !
أتصفّح هــذهِ وتِـلكَ ..
الحُزنُ طــاغي ..
لا أجِدُ بينها مــلامِحٌ لـِ الفَــرح ..

ربّــاه ..
أثِمـة ٌ سَاعاتٍ لـِ الفَـرحِ والسَّعادة فِي أيّـامنا .. ؟!
نَعم ..
أذكُـر بَعضـها .. !!
فَلِمـا لا أدوّنها هاهُنـا بين مُذكّـراتي الحَزينة إذا ً .. ؟!

ربّـــاه ..
أسَاعاتُ الفَـرح والسَّعَادة قَليــلة جِدا ً ..
لـِ دَرجاتِ أن حُدوثــها يُنسينا تَدوينها إنشغــالا ً بِها ..
أمّ أن الحُزن يُحتِّم عَلينا أن ننطـوي عَلى أنفُسنـا لـِ نشكـوا لـِ أنفُسنا فقط ، وندوّن ما يختلِجُ مَشاعِرُنا سَاعتها ..
عَلى غِـرارِ الفَـرح الذي يُلهينا الضَّحِك والقَفزِ والصُّراخ لـِ العَالم كُـله بـِ أننا سُعــداءٌ اليـوم عَن تَدوينه !!
أم مــاذا يـا إلهــي !!

أضغطُ بـ إبهامي على مُـلاحظةٍ كَـ اختيــارٍ عشــوائي ..
وأجــد :

[

يا رَاحِـله وش لـي بَعد غيـر ذِكـراك ؟! ..*.. زِدتــي همـــومي همـوم وجـراحي جـراح
باكـر إذا ضـاقت علــيّ كيــف بلقــاك ؟! ..*.. ومِـن غيــــرك أشكيله خَفـايـاي وأبـــوح ؟!
وبـاكـر قصيــدي كــيف أتمّــه بليـاك ؟! ..*.. وإذا اكتمِـل مِن يسمـعه بـِصدق ووضـوح ؟!


]

وتذكرتُ رَحيـلها .. وسُخـرية القَدر فِي طَريقة مَـوتِها .. !
[ أمينة ] صَديقتي بَعد [ أروى ] تَمــوت !
وسَبب المَـوت .. ؟!
تأخُـر فـِي إسـعافــها ..
يـا إلهي .. لكِن والدها يعمـل مُسعِف .. !!!
سُخـرية القــدرُ يــا سَادة !!
والِدُها يُعجّـل فِي إسعاف الآخــريين ،
ويتأخــر فِي إسعــافِ ابنته !!

تَمـرُّ أيّـام الصَّف الحَادي عَـشر ،
وينتهي العَام ،
ومقــعد [ أمينة ] فَارِغٌ كمـا هو !
ولم يشغلهُ أحدهُم حتى فـِي الصّف الثَّاني عشــر !

ربّاه ..
وسّع عليها قَبرها ،
وأجعلهُ روضة مِن رياض الجَنة ،
وأبعثني ويدي فِي يدهــا ،
وارحمنا وتلطّف علينا ،
وارزُقنا عِندكَ بيتا ً فـِي الجَنّـة ..

[ أمينـة ] ..
روحكِ لَم تعُد تَـزورني كَـ السَّابِق مُذ رحيـل [ أروى ] !

/

أغادِرُ هـذهِ الذِّكـرى ،
وأتناول لـي مَقعدا ً بعدَ بُكـاءٍ طَـويل عَلى شاطئ ذِكـرى أُخــرى ..
وأجِد

[

طَاولَـة ،
قَلمُ رَصــاص ،
ثِمة أروحٍ هُنـا !
بَعضها لازالت فِي جَسدِها ،
والبَعض الآخــر غَادَرتــهُ !
لَكِنها مَا زَالت هُـنا ،
أنــا واثِقَـةٌ مِن ذَلِك !
!
سَاقٌ تَهتـزُ بِسُرعَة وبِـ تَوتُـر شَديد ..
- حَمد .. تَوقّف عَن طَرق الطَّاولة بِقلَمِكَ الرَّصَاص .. تِـلك الطَّرقَات تنخرُ رأسي !
يُبعد الصَّحيفة مِن أمام عَينيه مُستنكِرا ً ..
- لَكِنني لَا أمسِكُ قَلما ً حَتى أتوقف عَن الطَّرق !
- آه .. يُوسُف مُجـدَّدا ً .. تبـا ً .. أخبِـر هَذا المَتين أن يكف عَن فِعله هَذا ..
ياه .. كَم يَطيبُ لِـ هَذا الفَتى إزعاجي وإثـارة حَنقي !
- غَسق .. تَعلمين أن يُوسُف فَارَقَ الحَياة مُنذُ سَبعةِ أعوام ، بِالله عَليكِ .. مَتى تَكُفين عَن الدَّورانِ فِي دَائـرة أوهامُكِ اللامُنتهيـة !
....
...
هُدوء ....
...
الوَقت يَمرُ بِـ بُطئٍ شَديد ،
تبا ً لَهُ !
لَيتني أملِكُ الوقت يَوما ً !
...
....

صَوتٌ يَقصِمُ ظَهـرَ الصَّمت ..

- غَسق .. هَل لَكِ التَّوقف عَن طَرقِ الطَّاولَة بـِ قَلمكِ الرَّصَاص ؟!!
- حَسنـا ً .. فَقط ... أخبِـر يُوسُف أنَّني سَامحتُه ، يُمكنهُ اللعِبَ مَعي مُجددا ً ..
- هه! لَـو أخبـرتي أروى بِـذلِك لَكَانت أخبرتهُ !
- آه ، تبـا ً لِـ ذَاكِرتي النَّحِسَة ! نَسِيتُ سُؤال أروى كَيفَ حَالُها اليَوم .. ؟! وَليد يُزعِجُها كَثيرا ً ..
- وَليد ! سَقطت مِنكِ [ عَمي ] يـا غَسق !
- لَم تَسقُط .. دَعهُ أوّلا ً يكون أبــا ً لَها لِيكونَ عَمّــا ً لي !
- غَسق .. م...
- آه .. أرجوكَ حَمد تَوقف .. إنّهُ مُراهِـقٌ فِي ثَوبِ رَجُلٍ بَالِغ ! لَا أعلم مَتى سَيكفُ عَن خَدشِ رجُولَتُه !
- غسق .. ل...
- يوووهْ .. نَسِيتُ أن أُخبِرُكَ ! لَقد أزَالَ لِحيتهُ كَامِـلة مؤخرا ً لـِ يبدو فِي عُمـرِ المُـراهقين، ههههه ،
تَبــا ً لَكُم مَعشر الرِّجـــال .. مَتى تَحترمونَ رجولَتِكُم !
- غسق .. س...
- أتعلم يا حَمــد ....
- مَا يَعلَمهُ حَمد أنَّ يُوسُف و أروى غَادرون الحَياة ذاتَ نهار .. وَليد أيضـا ً ألحقهُ النَّدم بـِ إبنتهُ .. اذكروا مَحاسِنَ موتَاكم !
كَفاكِ غَسقْ .. مَتى تَستيقظين ؟!!
.....
...
........
،
- حَمد .. كَم مَرّة أخبرتُكَ أن تُحكم إسدال الستار عَلى نَافِذة الغُــرفة ! ضَوء الشَّمس المُتسلل يؤلمني ، بَل يَقتلني !
- أما آن الآوان لإبصار الحَقيقة يَا غَسق ؟!


]

دوّنتُ تحتها :

[

مِن الحَماقةٍ أن نَعيشَ لـِ الأمــوات !

]

ضغطُ على زِر الإلغــاء مُبــاشرة ..
ورَميتُ بـِ هاتِفي بعيدا ً عَن مُتناول يــدي ..

وتســاءلت .. !

هـل نحنُ مَن نحيا لـِ الأمــوات .. أم أروح الأمــوات تحيـا بيننـا .. ؟!
هل نحنُ مَن يعشَق الحُزن .. أم الحُزن هُو من يَعشقنا .. ؟!



غَسق ..
ذاتَ ليلة حَامت فيها الأروح حَـولي !
أوّل ما كَتبتهُ فِي 2011م ..



__________________



> <